الموت التهمه هو هذه المرة ....وكان الموت مفصلياً في أعماله وحمل في طياته ركاماً من
الدلالات الأسطورية والصراعات الحضارية والسياسية....موت يكشف عن ضحايا اثتثنائين لمصطفى سعيد وموت مصطفى سعيد ذو الدلالات الميثولوجية البحتة...
مسألة الموت ذات محاميل شتى في أعمال الطيب صالح ومحورية اذ أن الموت عنده يتعدى كونه
حدثاًاكلينيكياَ عابراً,,ليتعداه الي كونه يحمل في طياته زخما منالقضايا الحضارية
والسياسية المتجزرة في سيكولوجيا المجتمعات في الدول النامية أو قل المستعمرة ( بفتح
الميم)..
فالموت في موسم الهجرة الي الشمال مرتبط بذاكرة العصر الكولونيالي لشعوب البلاد
النامية ,,اذ أن المستعمر مارس شتى ضروب الوحشية والاستغلال,,,وبعد انعتاق الشعوب وتحررها
بدأت رحلة الانتقام ,,وما مصطفى سعيد الا حاملاً للواء الانتقام متبرماً بالسم الذي حقنوه في
شرايين التاريخ ليأتي دوره في الغزو ورد الأعتبار داخلا ديارهم ليست على ظهر البلدوزرات
وانما نوع اخر من الغزو....
هكذا توغل مصطفى سعيد في قلب الدول المستعمرة حاملاً معه ركاماً من الصراعات والتناقضات..
ذاكرة مليئة بالألم وروح مفعمة بالانتقام ورد الاعتبار التاريخي..حدد ضحاياه بدقة ومعايير
أملاها عليه ظرفه الحضاري ومحموله الثقافي وهواجسه ,,,لتكون الأنثى هدفه لرد الاعتبار...
عاد مصطفى سعيد غانماً أو هكذا صوت الأشياء في صلب الحضارة........
مات مصطفى سعيد موتاً غامضاً واحتضنه النيل ليبرز نوعاً اخر من الموت له دلالاته
الميثولوجية...